قصة وفاء ونية طيبة عندما يكافئك الله بأكثر مما تتمنى

موقع أيام نيوز

الحج والعمرة ثم أطلقك بعد عودتنا إن شئت.
نظرت إليه بدهشة لكنها بعد لحظات من التفكير قالت
يا بني إن نيتك طيبة وأنا راضية افعل ما ترى فيه الخير.
تم عقد القران بشكل رسمي. وبعد أيام كانت الأوراق جاهزة واستعدا للسفر إلى مكة المكرمة.
وبينما كانت العجوز تطوف بالكعبة وتبكي عند الملتزم كان الشاب يشعر بفرحة لا توصف. هو لم ينفق الملايين فقط ساعد بصدق وكانت نية صادقة لوجه الله ولم يكن يعرف أن القدر يخبئ له مفاجأة.
أدت العجوز مناسك العمرة والحج وسجدت لله سجدة طويلة عند جبل عرفات وهي تلهج بالدعاء له دون أن يشعر هو بذلك.
المفاجأة بعد العودة
بعد الانتهاء من الحج عادا إلى قريتهما. قال لها
لقد أديت الفريضة وأنا الآن أبلغك بأنني أريد أن أطلقك كما اتفقنا.
قالت له بهدوء
دعني على ذمتك واذهب حيثما شئت لا أطلب شيئا منك.
وافق وذهب. وبعد انتهاء دراسته في الجامعة عاد إلى مدينته ومرت السنوات.
ذات مساء وبينما هو يجلس مع أصدقائه في مجلس شبابي بدأوا يمازحونه
يا رجل ماذا فعلت بالعجوز هل ما زلت زوجها
ضحك وقال
لا أعلم عنها شيئا لم أزرها منذ أن سافرت.
لكن في قلبه شيء دفعه أن يزورها. سافر إلى القرية القديمة وسأل عنها ليجيبوه
يا بني أما علمت العجوز ټوفيت من شهور رحمها الله.
حزن عليها بشدة وسأل عن بيتها فدلوه عليه. دخل منزلها البسيط لا شيء فيه إلا بعض الأغراض القديمة. وبينما يبحث في أشياءها وجد بقشة صغيرة فيها بعض الملابس وورقة مطوية بإحكام.
فتح الورقة ليجد المفاجأة الكبرى.
كانت الورقة عبارة عن صك أرض رسمي موثق باسمها مذكور فيه أنها ورثت هذه الأرض من ابن عمها المتوفى. تقع هذه الأرض في أحد أغلى مناطق جدة تحديدا على شاطئ البحر في موقع استراتيجي مميز جدا.
كانت الأرض شاسعة والعقارات حولها باهظة الثمن وموقعها جعل قيمتها السوقية تقارب ثلاثة ملايين ريال سعودي.
باع الشاب الأرض وعاد إلى أصدقائه ليس فخورا بالمال بل بما فعله من عمل خير مع تلك العجوز.
العبرة من القصة النية الصادقة لا تضيع.. ومكافأة السماء لا تتوقع
في خضم هذه القصة التي تبدو بسيطة من ظاهرها تتجلى عبرة عميقة لا يدركها إلا أصحاب القلوب اليقظة أن النية الخالصة لوجه الله كفيلة بأن تقلب الموازين وتفتح للعبد أبواب رزق لا تخطر له على بال.
هذا الشاب لم يكن ثريا ولا صاحب منصب ولم يكن يسعى إلى شهرة أو مكسب مادي لكنه سمع
أمنية امرأة مسنة لا تملك شيئا سوى قلبها فقرر أن يستخدم ما بيده من إمكانيات ليحقق لها حلمها. لم يقل ما شأني ولم يتهرب من المسؤولية بل حمل أمنيتها في قلبه وسعى لتحقيقها بنية صادقة خالصة فكانت النتيجة فوق التوقعات.
عمل الخير في زمننا هذا قد يبدو غريبا خاصة إذا لم يكن
تم نسخ الرابط